لطالما كان الأداء السريع الخالي من أي تلكؤٍ أو بطء هو الهاجس الأكبر
لمصنّعيّ الهواتف الذكية، حيث تنافست الشركات على منح هواتفها الجديدة
معالجاتٍ أقوى وأسرع وأكثر كفاءة لتتباهى بها أمام المستخدمين ولإقناعهم
بشراء منتجاتهم الجديدة، ولكن بدأ الحال يتغير في السنوات الماضية
الأخيرة، حيث صعدت الكاميرا إلى السطح لتبدأ حربٌ جديدةٌ هي حرب
الميجابكسل.لطالما كان الأداء السريع الخالي من أي تلكؤٍ أو بطء هو
الهاجس الأكبر لمصنّعيّ الهواتف الذكية، حيث تنافست الشركات على منح
هواتفها الجديدة معالجاتٍ أقوى وأسرع وأكثر كفاءة لتتباهى بها أمام
المستخدمين ولإقناعهم بشراء منتجاتهم الجديدة، ولكن بدأ الحال يتغير في
السنوات الماضية الأخيرة، حيث صعدت الكاميرا إلى السطح لتبدأ حربٌ جديدةٌ
هي حرب الميجابكسل.
كيف بدأت حرب الميجابكسل
هذه الحرب ليست جديدة كلياً، بل تعود أولى أحداثها إلى عام 2010 عندما
بدأت حساسات الكاميرات تكتسب المزيد من الميجابكسل حين أطلقت نوكيا Nokia
هاتف N8 الذي امتلك كاميرا لا مثيل لها في وقتها بدقة 12 ميجابكسل، لترفع
بعدها السقف كثيراً عام 2012 مع كاميرا هاتف PureView 808 التي تبلغ
دقتها 41 ميجابكسل إلا أن محدودية نظام Symbian وفشل نظام Windows Phone
حال دون الاستفادة من كل تلك البيكسلات.
Nokia N8
هدأت الحرب بعد تلك الفترة، فلم يرفع أيّ من اللاعبين الكبار وفي مقدمتهم
Samsung وApple الرهان كثيراً، وفضلوا التركيز على تطوير نواحٍ أخرى في
كاميراتهم دون الحاجة لزيادة دقة الحساسات، فالتزموا بعدد بيكسلات محددٍ
يتراوح بين 8 و 16 ميجابكسل، وقد أثبتت تلك الاستراتيجيةُ نجاحها على مدى
سنين عدة.
كان إطلاق Huawei هاتفها الرائد p20 Pro بكاميرا ثلاثية العدسات وبدقة 40
و20 و8 ميجابكسل على الترتيب، وإعلان شركة Sony عن حساسها الجديد بدقة 48
ميجابكسل مفاجأةً للجميع، ولكن بالنظر إلى تطور كاميرات الهواتف الذكية
فكان ذلك منطقياً جداً.
اقرأ المزيد: لماذا تستخدم الجوالات أكثر من كاميرا
كانت الشركات الصينية أولى من تلقّف هذه التقنية الجديدة مثل Huawei
وXiaomi واستخدمت حساس 48 ميجابكسل في العديد من هواتفها الرائدة
والمتوسطة لتُحدث نقلةً كبيرةً في أداء كاميرات الهواتف المتوسطة على وجه
التحديد وتتيح المزيد من الميزات للمستخدمين بسعرٍ مقبولٍ جداً، الأمر
وهذا عزز ثباتها وسيطرتها على نسبةٍ كبيرةٍ من تلك السوق.
سامسونج تتقدم بقوة، ولكن
خطت سامسونج خطوةً كبيرةً إلى الأمام متفوقةً على منافستها سوني في حرب
الميجابكسل بإطلاقها حساس ISOCELL Bright GW1، وهو حساس الكاميرا الأول
في العالم المخصص للهواتف الذكية بدقة 64 ميجابكسل.
يعد الحساس الجديد نقطة تفوقٍ هامةٍ لسامسونج في حربها المحتدمة في سوق
الهواتف متوسطة السعر، وسيوفر لها المزيد من الأفضلية وقدرةً أكبر على
المنافسة بعد أن احتلت الشركات الصينية الأسواق بهواتفها ذات كاميرات 48
ميجابكسل.
يستخدم الحساس الجديد تقنية Tetracell من سامسونج التي تعمل على دمج
البكسلاتٍ معاً في ظروف الإضاءةِ المنخفضة وبذلك الحصول على صورٍ بدقة 16
ميجابكسل، بينما يستخدم 64 ميجابكسل كاملة في السيناريوهات الأكثر
سطوعاً، و تكمن الفائدةً الأكبر التي سيقدمها الحساس الجديد في تحسين
التصوير الليلي والصور الملتقطة في الإضاءة المنخفضة.
تفاءل الكثير من المراقبين أن Note 10 سيكون أول الهواتف التي تستخدم
الحساس الجديد بعد تصريح الشركة أنها ستبدأ بإنتاج الحساس بكمياتٍ كبيرةٍ
في النصف الثاني من عام 2019، لكن سرعان ما نُفي هذا الأمر. تسريباتٌ
أخرى رشّحت هاتف Galaxy A70s ليكون الهاتف الأول في العالم الذي يملك
حساساً بدقة 64 ميجابكسل، إلا أن بعض الإشاعات تحمل أخباراً سيئةً لمحبي
هواتف سامسونج.
اقرأ المزيد: أفضل سبعة طرق للوصول إلى واي فاي الجيران بسهولة 🤭!!
الشركات الصينية تتقدم في سباق الميجابكسل
بالرغم من أن سامسونج هي أول من توصل إلى حساسٍ بدقة 64 ميجابكسل إلا أن
التسريبات تؤكد أنها لن تكون أول من يستخدمه في هواتفها، بل ستحظى Xiaomi
بهذا الشرف.
حيث أشارت تسريبات Ice Universe إلى أن سلسلة Redmi التابعة لشركة شاومي
هي أول من سيحظى بكاميرا خلفية بدقة 64 ميجابكسل.
كما أكد أشهر المواقع التقنية XDA هذه التسريبات بعد اكتشافه بعض الأكواد
البرمجية الجديدة الموجودة في تطبيق الكاميرا التابع لواجهة المستخدم
الخاصة بشاومي MiUI 10، إذ تشير تلك الأكواد إلى دعم تقنية Ultra-Pixel
للتصوير بدقة 64 ميجابكسل.
كيف ذلك؟ وكيف تمكنت شاومي من أن تسبق سامسونج في استخدام هذه التقنية؟
من المرجح أن تكون شاومي قد لجأت لسامسونج للحصول على الحساس الجديد
لاستخدامه في هواتفها، لذا إن فضلت سامسونج الاحتفاظ بتقنيتها الجديدة
وآثرت استخدامها في هواتفها أولاً، فمن المنطقي أن تلجأ شاومي إلى مزودٍ
آخر مثل سوني التي تعمل أيضاً على تطوير حساسٍ بدقة 64 ميجابكسل، ليكون
المزود الرئيسي لها.
اقرأ المزيد: كيف تختار كاميرا احترافية
من المنطقي أن تحاول سامسونج الاستئثار بهذه التقنية واحتكارها لنفسها
لإعطاء هواتفها المزيد من الأفضلية والتفوق كما فعلت مع حساس البصمة فوق
الصوتي وتقنية حفر ثقبٍ للكاميرا الأمامية ضمن شاشات OLED.
إن صحّت فرضينا هذه، فستكون خسارة سامسونج مضاعفة في سباق الميجابكسل
فستخسر صفقة كانت ستدر عليها الكثير من الأموال، وفي نفس الوقت ستفقد
هواتفها عامل التفوق على المنافسين في السوق.
ليست المرة الأولى
من يتابع سوق الهواتف الذكية في الآونة الأخيرة يعرف تماماً أن الرياح لم
تكن تجري كما تشتهي سامسونج، وأن المصنعين الصينيون اسطاعوا مجاراتها في
الكثير من التقنيات التي عملت طويلاً على تطويرها.
الهواتف القابلة للطي أكبر دليل على ذلك، حيث سرق هاتف Huawei القابل
للطي Mate X الكثير من الأضواء من نظيره Galaxy Fold في معرض MWC 2019
بالرغم من عمل سامسونج سنين طوال على تطوير هذه التقنية، وتوقع الجميع أن
تكون سامسونج هي الأولى التي تُبهرنا بهذه التقنية.
ولطالما تحدثنا عن إخفاء الكاميرا الأمامية أسفل الشاشة، فتلك الغاية
الكبرى لجميع الشركات، وتحقيقها يضمن نهاية النوتش والأجزاء المتحركة ضمن
الهاتف. وكواحدةٍ من اللاعبين الكبار، عملت سامسونج جاهدةً لتطوير هذه
التقنية محاولةً أن تكون السباقة لها.
اقرأ المزيد: احترف قصص انستغرام Instagram Story مع هذه الحيل !
إلا أن Xiaomi سرقت بهجة العيد منها بعد أن عرضت فيديو على قناتها
الرسمية على موقع يوتيوب تتباهى بهاتفٍ يملك كاميرا أمامية أسفل الشاشة.
كما عرضت Oppo البارحة نموذجاً ابتدائياً لكاميرا أمامية تتوضع أسفل
الشاشة مبرهنةً وجودها بقوةٍ ضمن سوق المنافسة. فهل ستخسر سامسونج أيضًا
في سباق الميجابكسل؟
بالرغم من محاولة سامسونج الإطاحة بسيطرة الشركات الصينية المنافسة مثل
Huawei وOppo وXiaomi على سوق الهواتف المتوسطة، إلا أن هذه التسريبات لا
تبشر سامسونج بالخير، وتدل على ميلان كفة الحرب لصالح الشركات الصينية.
أكبر المستفيدين من هذه المنافسة هم المستخدمون، فكلما احتدمت المنافسة
أكثر، ازدادت الميزات التي يحصلون عليها لقاء سعرٍ أقل.
اقرأ المزيد: كيفية إجبار سوق بلاي Play Store على تحديث نفسه في هواتف الأندرويد
No comments:
Post a Comment